Uncategorized

برز ما تناولته الصحف اليوم

برز ما تناولته الصحف اليوم

⚠️⭕أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار

بمرور الأسبوع الأول من الحرب الإسرائيلية على غزة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها “حماس” سيتعيّن على اللبنانيين ابتكار معادلة استثنائية صعبة لتوصيف الحالة التي بات عليها لبنان وسط طوفان الخوف من تمدّد الحرب إليه. نقف الآن، أمام وضع متحفز بالكامل للحرب ولا حرب، وأمام تجاوز كبير وواسع لما يُسمّى “قواعد الاشتباك” بين إسرائيل و”حزب الله” عند الحدود الجنوبية وعبرها على امتداد الجغرافيا شمالاً وجنوباً من دون انهيار هذه القواعد بعد تماماً ونهائياً، وأمام ذروة استعمال وهم الغموض في التكتيكات الحربية التي يستحيل معها الجزم المطلق بما إن كانت إسرائيل ستفتح جبهة ثانية شمالاً أو بما إن كان “حزب الله” سيقدم على إشعال الجبهة الثانية التي من شأنها إشعال الشرق الأوسط برمّته. لا يمكن الغلو في إظهار اللبنانيين وحدهم يمسكون بأيديهم خيفة الجحيم الحربي الذي تتكاثف احتمالاته يوماً بعد يوم فيما المنطقة برمتها تتقلب منذ اشتعال هذا الأتون غير المسبوق بكل فصوله المتفجرة والدامية والمدمّرة في الصراع العربي الإسرائيلي على كف أخطر المراحل والحقبات معيدة الى الأذهان بعضاً من ثمانينيات القرن الماضي ولكن باستعادة أشد خطورة وشراسة وتفجّراً وتأهّلاً لانفجار إقليمي واسع. غداة اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 وإحراق القوات الإسرائيلية الغازية بيروت ومحاصرة مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية والزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات وإجلائهم من بيروت ومن بعدها انتشار القوة المتعددة الجنسية ومن ثم تفجير قيادتي المارينز والمظليين الفرنسيين وأرغامهم على الانسحاب… الخ الخ.. كل ذلك يحضر الآن، لا من باب التماثل الحرفي مع المجريات الحربية التي تختلف اختلافاً كبيراً بين الحربين والحقبتين في الوقائع واللاعبين كما في تبدّل الظروف الدولية بشكل ساحق، وإنما من باب الالتفات الى اجتذاب التدخلات الخارجية الغربية والإيرانية المتقابلة وما يمكن أن يكون عليه لبنان في قلب هذا المشهد المخيف.

والحال أنه سيمر على الأرجح وقت شديد القسوة في انتظاره وغموضه قبل اتضاح المصير الذي سينزلق إليه لبنان ما دام مصيره عُلّق على مصير الاجتياح البرّي لغزة. وفيما بدأت المواجهات الحربية اليومية تخضع الوضع الميداني عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية لربط محكم بين حرب غزة والتحفز لفتح الجبهة الثانية في لبنان، يمكن القول من الساعة إن “وحدة الساحات والميادين” التي يشهرها المحور الممانع صارت أمراً واقعاً بحكم “الوقائع الأولية” الجارية والمتصاعدة منذ المواجهة الأولى التي حصلت بين “حزب الله” والإسرائيليين غداة عملية “طوفان الأقصى” ومن بعدها بداية “انتظام” الفصائل الفلسطينية الممانعة كحماس والجهاد في إعلان تبنّي عمليات التسلل الى شمال إسرائيل من لبنان.

بذلك لا ترانا بحاجة الى تبيان مزيد من الوقائع التي تنذر تباعاً بأن الانخراط في حرب واسعة لا يمكن الجزم الاستباقي بنفيه ولا نفع من الجزم الاستباقي هذا مهما توافرت المبررات الموضوعية في بلد لا يقوى على تزويد ناسه بساعتين أو أقل من التيار الكهربائي ولا يملك قدرة الصمود حتى أسبوع واحد ببناه التحتية كافة أمام أي مواجهة استنزاف حربية ولو محدودة فكيف بحرب لا يحتاج أحد لتخيل حجمها ورعبها هذه المرة قياساً بالوقائع المتدفقة أمام أنظار اللبنانيين منذ 7 تشرين الأول؟

إنها مرحلة “التحمية” لاستنزاف على “الجبهة الثانية” لن ندري هل ستقصر أو تطول، ولن نسأل هل في الجمهورية من يعلم ماذا تراه يحمل اليوم التالي؟